شكّلت البيانات الأخيرة من الولايات المتحدة، الصين، أوروبا واليابان مسار الأسواق هذا الأسبوع، مع بيانات تضخم متباينة، وصعود لأسهم التكنولوجيا، وعوامل سياسية، ومكاسب في أسواق الأسهم.
في الولايات المتحدة، تراجعت أسعار الجملة، ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في قراره بخفض أسعار الفائدة. أما الصين فتواجه انكماشًا في أسعار المستهلكين لكنها تشهد بعض التخفيف في أسعار المنتجين وصعودًا في قيمة اليوان. في الوقت نفسه، دفعت أخبار قطاع التكنولوجيا الأسهم للارتفاع، حيث قفزت أسهم شركة Oracle إلى مستويات قياسية جديدة. وإليكم ما حدث خلال الأسبوع.
التضخم الأمريكي يبقى مرتفعًا
ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بأكثر من المتوقع في أغسطس. وكانت الزيادة السنوية في التضخم هي الأكبر خلال سبعة أشهر، لكن من غير المتوقع أن تمنع هذه البيانات الخفض المرتقب بشدة من الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل في ظل ضعف سوق العمل.
ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة ٠٫٤٪ على أساس شهري بعد زيادة بنسبة ٠٫٢٪ في يوليو. وعلى أساس سنوي، ارتفع المؤشر بنسبة ٢٫٩٪، وهو أكبر ارتفاع منذ يناير، بعد صعود بنسبة ٢٫٧٪ في يوليو. وتطابق التضخم الأساسي مع التقديرات عند ٠٫٣٪ على أساس شهري، وهو أعلى من ٠٫٢٪ في يوليو، وعند ٣٫١٪ على أساس سنوي بما يتماشى مع التوقعات. وقد يخفف تقرير مؤشر أسعار المستهلكين من المخاوف بشأن الركود التضخمي عقب البيانات السلبية الأخيرة في سوق العمل. ⁽١⁾
شهدت الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها الرئيس ترامب بعض التخفيف التدريجي، لكن الأسعار قد ترتفع في الأشهر المقبلة مع نفاد مخزونات ما قبل الرسوم لدى الشركات.
أظهر تقرير يوم الأربعاء أن أسعار الجملة الأمريكية تراجعت في أغسطس، حيث انخفض كل من مؤشر أسعار المنتجين الرئيسي والأساسي بنسبة ٠٫١٪ بعد ارتفاع شهري بنسبة ٠٫٧٪ في يوليو. وجاء مؤشر أسعار المنتجين على أساس سنوي عند ٢٫٦٪ والمؤشر الأساسي عند ٢٫٨٪، وكلاهما أقل من التوقعات.
تزيد بيانات أسعار المنتجين الضعيفة من دعم الرهانات على خفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، حيث تسعّر الأسواق احتمالًا بنسبة ١٠٠٪ لخفض الفائدة. ⁽٢⁾
استقر مؤشر الدولار الأمريكي بعد صدور البيانات لكنه بقي تحت الضغط، إذ جاءت أحدث أرقام التضخم متماشية مع التوقعات، مما يمنح الفيدرالي مجالًا لتيسير السياسة في ظل تباطؤ سوق العمل. في المقابل، ارتفع الذهب باتجاه مستوياته القياسية وظل في مسار لتحقيق مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي، مع استمرار توقعات السياسة النقدية الأكثر مرونة في الولايات المتحدة.

المصدر: TradingView – الرسم البياني يوضح مؤشر الدولار الأمريكي

المصدر: TradingView – الرسم البياني يوضح أسعار الذهب
البنك المركزي الأوروبي يثبت الفائدة ويقيّم البيانات في كل اجتماع
أبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة دون تغيير عند ٢٫١٥٪ يوم الخميس، مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد نتيجة سياسات الرسوم الجمركية الشرسة للرئيس لأمريكي ترامب. وأوضح البنك أنه سيعتمد على البيانات ويقيّمها اجتماعًا تلو الآخر، دون مسار محدد مسبقًا لأسعار الفائدة. ⁽٣⁾
قال البنك في بيان: “التضخم حاليًا عند نحو ٢٪ وهو المستوى المستهدف متوسط الأجل، وتقييم مجلس المحافظين لتوقعات التضخم لم يتغير بشكل كبير”.
لا يزال البنك المركزي الأوروبي يواجه حالة من عدم اليقين الاقتصادي العالمي، رغم بقاء التضخم في منطقة اليورو قريبًا من هدفه البالغ ٢٪ في الأشهر الأخيرة، ورغم توقيع الاتحاد الأوروبي اتفاقًا تجاريًا مع الولايات المتحدة.
وافقت الولايات المتحدة في يوليو على فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة ١٥٪ على صادرات الاتحاد الأوروبي إليها، مع ظهور تفاصيل إضافية عن الإطار الشهر الماضي. وقد عالج الاتفاق بعض الأسئلة المتعلقة بقطاعات أوروبية أساسية مثل الأدوية. وترك البنك الباب مفتوحًا لمزيد من التخفيضات في الفائدة، بحسب اقتصاديين ومحللين تابعوا القرار. ⁽٤⁾
وارتفع اليورو بنسبة ٠٫٥٪ أمام الدولار الأمريكي مع الموقف المتشدد للبنك المركزي الأوروبي، بالتزامن مع توقعات خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي.

المصدر: TradingView – الرسم البياني يوضح زوج اليورو/الدولار
الصين تواصل مواجهة الانكماش
واصل مؤشر أسعار المستهلكين في الصين التراجع، حيث انخفض في أغسطس بأكثر من المتوقع. واستمر انكماش أسعار الجملة أيضًا. جاء مؤشر أسعار المستهلكين عند -٠٫٤٪ على أساس سنوي، فيما استقر على أساس شهري. أما مؤشر أسعار المنتجين فجاء عند -٢٫٩٪، وهو أفضل من المتوقع، ليصل إلى أعلى مستوى منذ فبراير ٢٠٢٤. وأوضحت الصين أن تراجع المؤشر جاء نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة وانخفاض أسعار الغذاء، إذ تراجعت أسعار المستهلكين بأسرع وتيرة في ستة أشهر. ⁽٥⁾
وأغلق اليوان الصيني عند أعلى مستوى له في ١٠ أشهر يوم الأربعاء بعدما عوّض خسائره الناتجة عن بيانات التضخم الضعيفة.

المصدر: TradingView – الرسم البياني يوضح زوج الدولار/اليوان الصيني
قفزة ضخمة في سهم أوراكل
شهد الأسبوع الماضي أيضًا ارتفاعًا صاروخيًا لسهم Oracle بنسبة ٣٦٪ يوم الأربعاء، ما دفع أسهم التكنولوجيا للصعود معه. وسجل سهم الشركة مستوى قياسيًا بعد نتائج قوية في الطلب على الحوسبة السحابية، رغم تراجع الأرباح عن التوقعات. وبعد الإغلاق، قالت الشركة إن لديها التزامات أداء مستقبلية بقيمة ٤٥٥ مليار دولار، مرتفعة بنسبة ٣٥٩٪ عن العام الماضي. ⁽٦⁾
تُعتبر أوراكل من أكبر المستفيدين من طفرة الذكاء الاصطناعي بفضل نشاطها في البنية التحتية السحابية وإمكانية الوصول إلى معالجات الرسوميات من Nvidia، وكلاهما ضروري لتشغيل الأحمال الكبيرة. لكن المنافسة تبقى شرسة، إذ تتنافس أوراكل مع مزوّدي السحابة الآخرين مثل مايكروسوفت، وأمازون، وجوجل على العملاء. ⁽٧⁾
وترى أوراكل الآن أن إيرادات البنية التحتية السحابية ستبلغ ١٨ مليار دولار في السنة المالية ٢٠٢٦، مع استهداف وصول المجموع السنوي إلى ٣٢ مليار دولار، ٧٣ مليار دولار، ١١٤ مليار دولار و١٤٤ مليار دولار خلال السنوات الأربع التالية. ⁽٨⁾

المصدر: TradingView – الرسم البياني يوضح سهم أوراكل
أهم الأحداث المنتظرة الأسبوع المقبل
مع استعدادنا للأسبوع المقبل، إليكم بعضًا من أهم نقاط البيانات التي يجب الانتباه إليها.
- بيانات سوق العمل البريطانية والتضخم
- مؤشر أسعار المستهلك الكندي
- مبيعات التجزئة الأمريكية
- قرار الفائدة من بنك كندا
- اجتماع الفيدرالي الأمريكي (FOMC)
- الناتج المحلي الإجمالي النيوزيلندي
- بيانات سوق العمل الأسترالية
- قرار الفائدة من بنك إنجلترا
- قرار الفائدة من بنك اليابان