خلال الأسبوع الماضي، سجل مؤشر راسل ٢٠٠٠ مستوى قياسياً جديداً متجاوزاً ذروته السابقة في عام ٢٠٢١. جاء ذلك بعد خطوات التيسير النقدي من جانب الاحتياطي الفيدرالي، والتي عززت ثقة المستثمرين في أسهم الشركات الصغيرة ورفعت الآمال بدعم النمو الاقتصادي.
الشركات الصغيرة تخطف الأضواء
يتألف مؤشر راسل ٢٠٠٠ من أسهم ٢٠٠٠ شركة أمريكية صغيرة، بقيمة سوقية تتراوح بين ٢٥٠ مليون و٢ مليار دولار. قفز المؤشر بنسبة ٢.٤٪ ليغلق عند مستوى ٢,٤٥٠ نقطة، متجاوزاً قمته السابقة عند ٢,٤٤٣ نقطة في تشرين الثاني ٢٠٢١.
ترتبط أسهم الشركات الصغيرة بالدورة الاقتصادية الأمريكية بشكل أوثق من شركات التكنولوجيا الكبرى، والتي عادةً ما تنمو في فترات انخفاض أسعار الفائدة. وجاء خفض الفيدرالي للفائدة بمقدار ٢٥ نقطة أساس في ١٧ أيلول، إلى جانب توقع خفضين آخرين هذا العام، ليشعل موجة الصعود. ⁽١⁾
رحلة متقلبة لأسهم الشركات الصغيرة
ارتفع مؤشر راسل ٢٠٠٠ بنحو ١٥٠٪ من منتصف عام ٢٠٢٠ حتى أواخر ٢٠٢١. لكن هذا الصعود توقف في عام ٢٠٢٢ بسبب صدمة التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، ما دفع الفيدرالي إلى تشديد السياسة النقدية بشكل حاد. في تلك الفترة واجهت الأسواق العالمية تقلبات عالية ودخل راسل ٢٠٠٠ في سوق هابطة.
وقد أثقلت أسعار الفائدة المرتفعة والرسوم الجمركية على أسهم الشركات الصغيرة، ما جعلها تتخلف عن الأداء مقارنة بالمؤشرات الكبرى مثل ستاندرد آند بورز ٥٠٠ وناسداك ١٠٠ التي ارتفعت بفضل طفرة الذكاء الاصطناعي. أما الآن، ومع عودة خفض الفائدة وتراجع المخاوف من الرسوم، استأنفت الشركات الصغيرة صعودها، في إشارة إلى تحسن معنويات المستثمرين حيال النمو الاقتصادي. ⁽٢⁾
التكنولوجيا تنضم إلى موجة الارتفاع
في حين قادت أسهم الشركات الصغيرة الارتفاع، حققت بعض شركات التكنولوجيا الكبرى مكاسب قوية أيضاً. قفز سهم إنتل بنسبة ٢٢.٨٪ مسجلاً أفضل يوم له منذ نحو ٣٨ عاماً، بعد إعلان إنفيديا عن استثمار بقيمة ٥ مليارات دولار لتطوير الرقائق بشكل مشترك. كما ارتفع سهم إنفيديا بنسبة ٣.٥٪. ويظهر ذلك أن التفاؤل العام في الأسواق لا يقتصر على الشركات الصغيرة بل يمتد إلى قطاعات أخرى.
لماذا أسهم الشركات الصغيرة مهمة؟
أُطلق مؤشر راسل ٢٠٠٠ في عام ١٩٨٤ كأحد أوائل المؤشرات المخصصة لأسهم الشركات الصغيرة. ويضم نحو ٢٠٠٠ شركة عبر عدة صناعات، ما يجعله مؤشراً مهماً حول أداء الاقتصاد الأمريكي. ⁽٣⁾
ولا يزال حتى اليوم المؤشر الأشهر لأسهم الشركات الصغيرة في الولايات المتحدة، ويُنظر إليه من قِبل بعض المتداولين والمستثمرين كأداة لتتبع نمو هذه الفئة عبر الزمن. كما يُعد أساسياً للمستثمرين في صناديق تتبع أداء راسل ٢٠٠٠.
ما التالي؟
تشير المستويات القياسية الجديدة لمؤشر راسل ٢٠٠٠ إلى احتمالية استمرار النظرة الإيجابية المدعومة بتوجه الفيدرالي نحو خفض الفائدة. ومع تحسن الأوضاع الاقتصادية عقب الخفض الأخير، قد تستمر الشركات الصغيرة في التفوق على نظرائها. ومع ذلك، فإن حساسية هذه الفئة للتقلبات الاقتصادية والسياسات النقدية تعني أن المتداولين سيواصلون مراقبة خطوات الفيدرالي والبيانات الاقتصادية عن كثب.