أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء أن لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية قررت خفض أسعار الفائدة بمقدار ٢٥ نقطة أساس، استجابةً للمخاوف المتعلقة بمخاطر سوق العمل وضغوط التضخم المستمرة في الولايات المتحدة.
وكانت الأسواق تتوقع هذا القرار على نطاق واسع، مع إشارة الفيدرالي إلى احتمال تنفيذ خفضين إضافيين بحلول نهاية العام.
تفصيل القرار
صوتت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية بنسبة ١١–١ لصالح خفض أسعار الفائدة بمقدار ٢٥ نقطة أساس، ليصبح النطاق المستهدف لسعر الفائدة بين ٤–٤٫٢٥٪. وكان المحافظ الجديد ستيفن ميران الوحيد الذي طالب بخفض أكبر بمقدار ٥٠ نقطة أساس، في خطوة مفاجئة إذ كان الاعتقاد أن كريستوفر والر وميشيل بومان قد يدعمان خفضاً أكبر.
ورغم أن الصوت المعارض الوحيد لصالح خفض أكبر قد يُعتبر “متشدداً“، إلا أن الأسواق تعاملت مع قرار الفيدرالي بهدوء. ⁽١⁾
ويُذكر أن الأعضاء الذين تم تعيينهم من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانوا قد تعرضوا لانتقادات منه طوال الصيف لدعوة الفيدرالي إلى خفض الفائدة بسرعة وبشكل أكبر من التخفيضات التقليدية بمقدار ٢٥ نقطة أساس. ⁽٢⁾
تباطؤ الاقتصاد والتوقعات
قال الفيدرالي إن النشاط الاقتصادي تباطأ، مع ضعف سوق العمل واستمرار التضخم عند مستويات مرتفعة. وتواصل هذه العوامل إرباك مهمة الفيدرالي المزدوجة المتمثلة في استقرار الأسعار وتحقيق أقصى قدر من التوظيف. وأكد بيان اللجنة أن المخاطر على سوق العمل ارتفعت وأن حالة عدم اليقين ما تزال عالية. ⁽٣⁾
ووصف رئيس الفيدرالي جيروم باول قرار خفض الفائدة بأنه “خفض لإدارة المخاطر” لتحقيق التوازن بين هذه التحديات.
إلى جانب القرار، أصدر الفيدرالي ملخص التوقعات الاقتصادية الذي يعكس توقعات الأعضاء بشأن النمو والتضخم والبطالة في الأشهر المقبلة.

المصدر: بيان الاحتياطي الفيدرالي – التوقعات الاقتصادية
ووفقاً لهذه التوقعات، رفع الفيدرالي تقديراته للنمو الاقتصادي حتى نهاية العام، بينما أبقى على تقديرات التضخم والبطالة مستقرة، لكنه أشار إلى ارتفاع المخاطر الهبوطية في سوق العمل. ⁽٤⁾
توقعات أسعار الفائدة المستقبلية
أظهر “المخطط النقطي” (Dot Plot) لأعضاء الفيدرالي، الذي يعكس توقعاتهم المستقبلية، أن هناك خفضين إضافيين متوقعين بحلول نهاية العام. لكن الآراء ما تزال منقسمة: ٩ أعضاء يتوقعون خفضاً واحداً إضافياً، و١٠ يتوقعون خفضين، فيما يطالب عضو واحد بخفض أكبر — ويرجّح أن يكون ميران. ⁽٥⁾

المصدر: مخطط النقاط للاحتياطي الفيدرالي (Dot Plot Chart)
ويشمل المخطط توقعات ١٩ مشاركاً (٧ محافظين و١٢ رئيساً للبنوك الفيدرالية الإقليمية). وقد أظهر المخطط خفضاً واحداً في عام ٢٠٢٦، أبطأ بكثير من تسعير الأسواق الذي كان يتوقع ثلاثة تخفيضات. كما أشار إلى خفض آخر في ٢٠٢٧، مع اقتراب الفيدرالي من المعدل المحايد طويل الأجل عند ٣٪. ⁽٦⁾
ردود فعل الأسواق
استقرت أسواق الأسهم العالمية يوم الخميس بعد القرار، لكن المستثمرين ظلوا حذرين بعدما أشار الفيدرالي إلى نهج تدريجي في سياسة التيسير.
وخلال المؤتمر الصحفي، هدّأ جيروم باول التوقعات بشأن تخفيضات أسرع، قائلاً إن خفض الأربعاء كان خطوة لإدارة المخاطر، مؤكداً أن البنك المركزي ليس مضطراً للتحرك بسرعة.
وتراجعت أسعار الذهب بأكثر من ١٪ بفعل التخفيض المتوقع والتحرك الحذر، بينما ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي ليتجاوز مستوى ٩٧.
كما قام المتداولون بتسعير احتمال قدره ٨٧٫٧٪ لخفض جديد بمقدار ٢٥ نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي المقبل في أكتوبر، مقارنةً مع احتمال بلغ ٧٤٫٣٪ قبل يوم واحد فقط. ⁽٧⁾