بدأت أسواق العملات الأجنبية الأسبوع بوتيرة بطيئة مع عطلة يوم العمّال في الولايات المتحدة، لكن كل الأنظار تتجه الآن إلى الأيام المقبلة المليئة بالبيانات والتي قد تجلب تقلبات مرتفعة.
ومع افتتاح الأسواق الأمريكية، بقيت العملات العالمية نشطة، مدفوعة بتوقعات تيسيرية من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وبيانات الوظائف الأمريكية، والبيانات الاقتصادية الأوروبية، والتطورات الجيوسياسية.
الدولار الأمريكي يستعيد مكانته
استعاد الدولار الأمريكي مكانته بعد خمسة أيام من التراجع، فقد انخفض إلى أدنى مستوى في شهر عند ٩٧٫٥٥٢ مع تراجع المؤشر بنسبة ٢٫٤٥٪ في أغسطس. وقد قام المتداولون بتسعير احتمال بنسبة ٨٩٫٧٪ لخفض الفائدة بمقدار ٢٥ نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه المقبل في سبتمبر، نتيجة لتقرير سوق العمل الضعيف لشهر يوليو، والذي أثار قلق الأسواق وصناع السياسة النقدية. ⁽١⁾
الاجتماع المقبل للفيدرالي سيكون متأثراً بشكل كبير ببيانات سوق العمل المقرر صدورها هذا الأسبوع. من المتوقع أن يبلغ عدد الوظائف غير الزراعية لشهر أغسطس ٧٨ ألف وظيفة، أعلى من الرقم السابق، مع توقع ارتفاع معدل البطالة إلى ٤٫٣٪. ⁽٢⁾
كما يمكن أن يتأثر الدولار الأمريكي أيضاً بقرارات المحكمة العليا بشأن تعريفات الرئيس الأمريكي ترامب، والتي وُصفت مؤخراً بأنها غير قانونية. وشهدنا كذلك جلسة استماع لطلب الحاكمة السابقة في الفيدرالي ليزا كوك لإصدار أمر قضائي مؤقت يمنع ترامب من إقالتها من منصبها.
انتهت الجلسة من دون صدور حكم. ويواجه ترامب الآن خطر الهزيمة مع تزايد الشكوك حول قانونية أسباب إقالة كوك. ⁽٣⁾
اليورو والجنيه الإسترليني يتراجعان بسبب أزمة السندات في المملكة المتحدة
تخلّى اليورو والجنيه الإسترليني عن المكاسب التي تحققت الأسبوع الماضي نتيجة نبرة الفيدرالي المتساهلة وتوقعات خطاب رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد يوم الأربعاء ٣ سبتمبر. ويعود السبب الرئيسي لهذا التراجع الحاد إلى المخاوف في سوق السندات البريطانية، حيث ارتفعت عوائد السندات إلى أعلى مستوياتها منذ عام ١٩٩٨، مما وضع حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر تحت ضغوط كبيرة لاتخاذ خطوات تعيد ثقة الأسواق.
ارتفع مؤشر مديري المشتريات الصناعي في منطقة اليورو إلى ٥٠٫٧ متجاوزاً التوقعات عند ٥٠٫٥، ما يشير إلى توسع في المنطقة. وأظهر مؤشر مديري المشتريات الصناعي في فرنسا نمواً للمرة الأولى منذ ٢٠٢٣. ومع ذلك، تراجع مؤشر ألمانيا إلى ٤٩٫٨، ما يعكس انكماشاً. ⁽٤⁾
كانت لاغارد قد حذّرت سابقاً من المخاطر التي تتهدد الاقتصاد العالمي بسبب تعريفات ترامب الجمركية وتهديداته لاستقلالية الفيدرالي، وأبدت قلقها من انهيارات حكومية، خاصة أزمة الدين العام في فرنسا مع اقتراب تصويت الثقة.
تراجعت أسعار المنازل بنسبة ٠٫١٪ على أساس شهري في أغسطس، مخالفة التوقعات بارتفاع ٠٫٢٪، في حين ارتفعت الموافقات على الرهون العقارية إلى ٦٥,٣٥٢ متجاوزة التوقعات. أما مؤشر مديري المشتريات الصناعي فقد انخفض إلى ٤٧٫٠ في أغسطس، أدنى من التوقعات البالغة ٤٧٫٣، ما يشير إلى استمرار الضعف. ⁽٥⁾
وتزداد المخاطر السياسية إذ يشكّل ارتفاع تكاليف الاقتراض صداعاً إضافياً للحكومة قبيل ميزانية الخريف، حيث تواجه وزيرة الخزانة رايتشل ريفز ضغوطاً لإيجاد وفورات أو رفع الضرائب لتحسين الوضع المالي للمملكة المتحدة.
وقد يكون ذلك صعباً سياسياً، بالنظر إلى أن الحكومة اضطرت للتراجع عن إصلاحات الرعاية الاجتماعية بعد تمرّد بين النواب. وأعلن ستارمر يوم الاثنين عن سلسلة تغييرات في فريقه في داونينغ ستريت في محاولة لإعادة ضبط مسار الحكومة وتعزيز نفوذه على السياسة الاقتصادية. ⁽٦⁾
الين الياباني يمحو مكاسب أسبوعين
تراجع الين الياباني مع استمرار انقسام الأسواق بشأن توقيت رفع الفائدة من بنك اليابان، وذلك رغم مكاسبه التي تجاوزت ٢٪ في أغسطس. ويُقدّر المضاربون احتمال رفع الفائدة بمقدار ٢٥ نقطة أساس عند ٤٠٪ أو أقل. ⁽٧⁾
الذهب في طريقه لاستعادة ٣,٥٠٠ دولار إلى جانب ارتفاع الفضة
ارتفع الذهب إلى أعلى مستوى في خمسة أشهر، ليصل إلى ذروة تاريخية عند ٣,٥٠٠ دولار للأونصة، مدفوعاً بتراجع توقعات الفائدة الأمريكية والمخاطر الجيوسياسية مثل خلاف ترامب-كوك وحكم المحكمة العليا بشأن تعريفات ترامب. وقفزت الفضة الفورية بنسبة ٢٫٣٪ إلى ٤٠٫٦٠ دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر ٢٠١١. ⁽٨⁾
وتشمل العوامل الأخرى الداعمة للمعادن الثمينة غياب التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا مع استمرار الضربات المتبادلة، في حين تضغط ألمانيا وفرنسا لفرض عقوبات ثانوية على الدول التي تدعم غزو روسيا، بما في ذلك المشترون الرئيسيون مثل الصين والهند. ⁽٩⁾