المملكة المتحدة والولايات المتحدة توقعان اتفاق “الازدهار التكنولوجي” لتعزيز التعاون في الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية

بقلم

|

وقّعت المملكة المتحدة والولايات المتحدة اتفاق “الازدهار التكنولوجي” خلال الزيارة الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بريطانيا.

يهدف الاتفاق إلى تعزيز الروابط في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية، مع التزامات استثمارية تتجاوز قيمتها ٤٠ مليار دولار من قادة التكنولوجيا الأمريكيين. واستضاف الملك تشارلز مراسم التوقيع في قلعة وندسور، في خطوة تشير إلى حقبة جديدة من العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية بين البلدين.

حقبة جديدة من التعاون التكنولوجي 

يسلط اتفاقالازدهار التكنولوجيالضوء على استخدام التقنيات المتقدمة بالتعاون بين قادة التكنولوجيا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. ويشمل ذلك تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لقطاع الرعاية الصحية وتوسيع نطاق الحوسبة الكمية. ويتوقع الطرفان أن يسهم الاتفاق في تعزيز النمو الاقتصادي وتحسين البحث العلمي وأمن الطاقة. ⁽١⁾ 

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وصف الاتفاق بأنه نقطة تحول في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مع إمكانية صياغة مستقبل ملايين الأشخاص على ضفتي الأطلسي. أما الولايات المتحدة، التي تُعد بالفعل أكبر شريك تجاري للمملكة المتحدة، فترى في الاتفاق فرصة لتعزيز حضور شركاتها التكنولوجية في بريطانيا مع الحفاظ على موقعها كشريك موثوق. ⁽٢⁾ 

تفاصيل الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية 

ساهم الاتفاق في دفع تعهدات استثمارية ضخمة من شركات التكنولوجيا الأمريكية بقيمة تتجاوز ٤٠ مليار دولار. ⁽٣⁾ 

  • مايكروسوفت أعلنت عن استثمار بقيمة ٢٢ مليار جنيه إسترليني (٣٠ مليار دولار) بحلول عام ٢٠٢٨ لتوسيع بنيتها السحابية والذكاء الاصطناعي.
    • إنفيديا تعهدت باستثمار ١١ مليار جنيه إسترليني (١٥ مليار دولار) لنشر ١٢٠,٠٠٠ شريحة Blackwell GPU في بريطانيا. 
    • غوغل خصصت ٥ مليارات جنيه إسترليني (٦٫٨ مليار دولار) لإنشاء مركز بيانات جديد قرب لندن لتلبية الطلب المتزايد على الخدمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مع إمكانية خلق نحو ٨,٠٠٠ وظيفة سنوياً في المملكة المتحدة. 
    • أوبن إيه آي ستنشر ٨,٠٠٠ وحدة معالجة رسومات لمشروعها Stargate في نيوكاسل، بهدف تعزيز تبني الذكاء الاصطناعي في بريطانيا. 
  • سيلزفورس رفعت استثماراتها في بريطانيا إلى ٤٫٤ مليار جنيه إسترليني (٦ مليارات دولار) لدعم البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.

التحديات الاقتصادية والسياسية في بريطانيا 

لا يزال رئيس الوزراء ستارمر تحت ضغط لدعم النمو الاقتصادي الذي يعاني من التباطؤ. وقد تضرر مناخ الأعمال بفعل زيادات ضريبية أخيرة وفضيحة ضريبة عقارية تورط فيها نائب رئيس الوزراء السابق راينر، ما أدى إلى تعديلات وزارية. ويرى مراقبون أن اتفاقالازدهار التكنولوجيقد يعزز المعنويات ويجذب مزيداً من الاستثمارات. ⁽٤⁾ 

لكن التحديات قائمة. فصناعة الصلب البريطانية، التي تُصدّر منتجات بقيمة ٣٧٠ مليون جنيه إسترليني (٥٠٥ ملايين دولار) إلى الولايات المتحدة، ما زالت تواجه رسوماً جمركية بنسبة ٢٥٪ بموجب اتفاق تجاري تم توقيعه في مايو الماضي. ورغم بحث خفض الرسوم إلى صفر، فإن الآمال تراجعت. ⁽٥⁾ 

استثمارات وشراكات أوسع في الطاقة 

إلى جانب التكنولوجيا، شمل الاتفاق استثمارات من قطاعات أخرى. فقد أعلنت شركة الأدوية العملاقة GSK عن استثمار بقيمة ٣٠ مليار دولار على مدى خمس سنوات في الولايات المتحدة لدعم البحث والتصنيع ومنشآت البيوفارما المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بما يتماشى مع سياسة ترامب لتعزيز الإنتاج المحلي. وفي بريطانيا، تم تسليط الضوء على الشراكات في مجال الطاقة النووية باعتبارها جزءاً منالعصر الذهبيللتعاون. ⁽٦⁾ 

كما تستعد شركات مثل ألفابت وبلاك روك لعقد صفقات بمليارات الدولارات مع بريطانيا لدعم آفاقها الاقتصادية. وتشير هذه الالتزامات الاستثمارية إلى مساعي بريطانيا لتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة، خاصة بعد توقيع اتفاق تجاري في مايو تضمن رسوماً جمركية بنسبة ١٠٪. ⁽٧⁾ 

دفعة محتملة للثقة في بريطانيا 

زيارة الرئيس ترامب إلى المملكة المتحدة ومحادثاته المستمرة مع رئيس الوزراء ستارمر تحمل في طياتها فوائد دبلوماسية واقتصادية. وقد يشكل اتفاق “الازدهار التكنولوجي”، إلى جانب الاستثمارات من قطاعات أخرى، إشارة إلى تحسن الثقة بمستقبل بريطانيا. وبالنسبة لستارمر، تُعد الزيارة فرصة لتعزيز استقرار قيادته وجعل بريطانيا وجهة أكثر جذباً للاستثمارات العالمية.

ومع استمرار التحديات الاقتصادية، قد يتوقف نجاح الاتفاق مع الولايات المتحدة على قدرة بريطانيا على استغلال هذه التعهدات الاستثمارية في دعم النمو.

المصادر: ⁽١⁾ ⁽٢⁾ Reuters، ⁽٣⁾ ⁽٤⁾ ⁽٥⁾ Financial Times، ⁽٦⁾ ⁽٧⁾ CNBC 

Related articles

مؤشر راسل ٢٠٠٠ يقفز إلى مستويات قياسية مع إشارات الفيدرالي نحو خفض الفائدة

ما الذي يجب مراقبته هذا الأسبوع ٢٢ – ٢٦ سبتمبر

ختام الأسبوع: البنوك المركزية، مفاجآت البيانات، وحركة الأسهم

هل ألهمك السوق؟

حوّل العناوين العالمية إلى فرص استثمارية مع ضمان ماركتس.

مشاركة

هذا ليس نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يُعد مؤشرًا على النتائج المستقبلية. رأس مالك في خطر، يُرجى التداول بمسؤولية.

المؤلف:

أنت حاليًا تزور الموقع الرسمي لشركة ضمان ماركتس، والتابع لشركة ضمان للأوراق المالية ذ.م.م (https://beta.damanmarkets.com).

 

نود أن نؤكد أن أي موقع إلكتروني أو نطاق آخر يستخدم اسمًا مشابهًا لا تربطه أي علاقة بشركة ضمان ماركتس بأي شكل من الأشكال.

لأجل سلامتك، يرجى ملاحظة أن ضمان ماركتس لن تطلب منك أبدًا تزويدها ببيانات شخصية مثل معلومات الاتصال، أرقام الحسابات البنكية، أو تفاصيل بطاقات الائتمان عبر البريد الإلكتروني، الرسائل النصية، واتساب، أو أي وسيلة إلكترونية أخرى.

ولا تتحمل ضمان ماركتس أي مسؤولية عن أي خسائر قد تنشأ أو تتكبد نتيجة التعامل مع مواقع مزيفة أو جهات غير مصرح لها. إذا كنت تعتقد أنك كنت هدفًا لمحاولة احتيال، نوصي بشدة بالإبلاغ عن الأمر للسلطات المحلية.