ترامب يعلن عن رسوم جمركية جديدة على أشباه الموصلات… وأسهم الشركات التقنية تتراجع

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط لفرض رسوم جمركية على واردات أشباه الموصلات، مع توقع صدور الإعلان الرسمي في أوائل الأسبوع المقبل. وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية أوسع ينتهجها ترامب لفرض رسوم جمركية صارمة لدعم قطاع التصنيع المحلي في الولايات المتحدة.

وقد يواجه قطاع أشباه الموصلات العالمي اضطرابات في سلاسل التوريد وتكاليف تشغيل أعلى، مما قد ينعكس سلبًا على أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى.

الإعلان لدعم إنتاج الرقائق محليًا

خلال مقابلة مع قناة CNBC، صرّح ترامب أن الولايات المتحدة ستعلن عن رسوم جمركية جديدة على أشباه الموصلات والرقائق من أجل تعزيز الإنتاج المحلي. وأكد على أهمية بناء صناعة رقائق قوية داخل البلاد. كما أوضح أنه سيقوم بفرض تعرفة جمركية بنسبة ١٠٠٪ على واردات الرقائق، مع استثناء الشركات التي تقوم بالبناء داخل الأراضي الأمريكية.

وجاء هذا الإعلان بعد تحقيق أجرته وزارة التجارة الأمريكية، خلص إلى أن سوق أشباه الموصلات يدر مبيعات عالمية تقارب ٧٠٠ مليار دولار سنويًا. ⁽١⁾ 

تنتج الولايات المتحدة حوالي ١٠٪ فقط من رقائق العالم، رغم سماحها لمعظم شركات صناعة الرقائق العالمية بالعمل داخل أراضيها. ويُذكر أن قانون “CHIPS and Science Act” لعام ٢٠٢٢ خصص مبلغ ٥٢ مليار دولار لدعم إنتاج أشباه الموصلات محليًا، وقد حصلت شركات كبرى مثل Intel وTSMC على تمويل وشكلت شراكات. وتعهّدت TSMC باستثمار لا يقل عن ١٠٠ مليار دولار على مدى أربع سنوات في مصانع رقائق أمريكية، إضافة إلى استثمار مماثل من شركة Apple. ⁽٢⁾ 

تداعيات على القطاع ومشهد الصناعة

يواجه قطاع أشباه الموصلات عامًا صعبًا، خصوصًا بعد إلغاء إدارة ترامب لقيود تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي التي وُضعت خلال إدارة بايدن في شهر مايو. كانت تلك القواعد تعتمد على نهج متعدد المستويات ويخص دولًا معينة، وقد فُرضت لأسباب تتعلق بالأمن القومي. ⁽٣⁾ 

كما أطلقت إدارة ترامب “خطة العمل للذكاء الاصطناعي” في يوليو، والتي شددت على ضرورة فرض قيود على تصدير الشرائح، دون تقديم تفاصيل واضحة حتى الآن. ويُتوقع أن تضيف الرسوم الجمركية الجديدة المزيد من الغموض في ظل غياب وضوح السياسات التجارية وسياسات التصدير. ⁽٤⁾ 

تُنتج الغالبية العظمى من أشباه الموصلات المتقدمة في تايوان، حيث تتحكم TSMC في إنتاج الرقائق لصالح شركات كبرى مثل Nvidia وApple وQualcomm وAMD. ومن شأن الرسوم الجديدة أن تعطل سلاسل الإمداد لتلك الشركات الأمريكية التي تعتمد على هذه الرقائق المستوردة، خاصةً مع تنامي الطلب العالمي على الشرائح بسبب الطفرة في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد فُرضت رسوم جمركية بنسبة ٢٠٪ على الواردات من تايوان هذا الأسبوع. ⁽٥⁾ 

وتُظهر البيانات التاريخية أنه خلال فترة ترامب الرئاسية الأولى، أدت الحرب التجارية مع الصين إلى اتساع الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة، ما يثير التساؤلات حول فاعلية النهج القائم على الرسوم الجمركية. ⁽٦⁾ 

الاستراتيجية الجمركية لترامب

تتجاوز استراتيجية الرسوم الجمركية لترامب قطاع أشباه الموصلات، إذ أعلن أن واردات المنتجات الصيدلانية قد تخضع لتعرفة تصل إلى ٢٥٠٪، ارتفاعًا من النسبة السابقة البالغة ٢٠٠٪، وذلك ضمن أمر تنفيذي يشمل واردات من عدة دول، وخاصة شركاء التجارة الرئيسيين للولايات المتحدة، بهدف تعزيز الإنتاج المحلي وزيادة الصادرات. 

 

ومع ذلك، قام ترامب بإزالة بعض المنتجات الإلكترونية مثل الهواتف وأجهزة الحاسوب من قائمة الرسوم الجمركية البالغة ١٢٥٪ على الواردات الصينية، وأيضًا من التعرفة العالمية الأساسية البالغة ١٠٪. ⁽٧⁾ 

وتشير الرسوم المفروضة على الرقائق إلى التزام ترامب بتوسيع بناء مصانع إنتاج داخل الولايات المتحدة، في إطار سعيه لتعزيز الإنتاج المحلي. غير أن الاعتماد الكبير على الواردات والإنتاج المحلي المحدود قد يؤدي إلى اضطرابات في سلسلة التوريد وارتفاع التكاليف على شركات التكنولوجيا الأمريكية.

المصادر: ⁽١⁾ ⁽٢⁾ CNBC، ⁽٣⁾ ⁽⁴⁾ Economic Times، ⁽٥⁾ ⁽٦⁾ Investor’s Business Daily، ⁽٧⁾ Bloomberg