تواصل تسلا مواجهة تحديات في أوروبا، إذ أظهرت تسجيلات السيارات الجديدة تراجعاً مستمراً على مدى ٧ أشهر متتالية. وتبقى الشركة تحت ضغط من منافسها الرئيسي BYD الذي يهيمن على صناعة السيارات الكهربائية، خصوصاً في أوروبا حيث يحقق قفزة كبيرة في المبيعات.
تراجع مبيعات تسلا في أوروبا
انخفضت تسجيلات السيارات الجديدة لتسلا في أوروبا خلال شهر يوليو، مسجلة ٨,٨٣٧ سيارة، أي بانخفاض قدره ٤٠٫٢٪ على أساس سنوي، وفقاً لبيانات الجمعية الأوروبية لمصنّعي السيارات (ACEA). وفي مناطق اليورو وحدها، تراجعت تسجيلات السيارات الجديدة بنسبة ٤٢٪ على أساس سنوي إلى ٦,٦٠٠ سيارة. هذا الانخفاض أدى إلى تقليص حصة تسلا السوقية في المنطقة من ١٫٤٪ إلى ٠٫٨٪. كما تراجعت مبيعات تسلا في أوروبا بنسبة ٣٣٫٦٪ منذ بداية العام. ⁽١⁾
وعلى الرغم من ارتفاع مبيعات البطاريات الكهربائية في أوروبا بنسبة ٣٣٫٦٪، فإن تسلا ما زالت تكافح للحاق بمنافسيها. وكان آخر ارتفاع للمبيعات في ديسمبر ٢٠٢٤، حيث سجلت زيادة طفيفة بلغت ٥٫٩٪. ⁽٢⁾
تشمل تحديات تسلا غياب التحديثات على طرازاتها، إضافة إلى سمعة الشركة المتأثرة بارتباطات مديرها التنفيذي إيلون ماسك السياسية المثيرة للجدل، بما في ذلك تعاونه السابق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعلاقاته المزعومة بحزب يميني متطرف في ألمانيا. وقد أدى ذلك إلى مقاطعات من المستهلكين في أوروبا والولايات المتحدة، ما أضرّ بصورة العلامة التجارية.
وكان من المتوقع أن تنتعش مبيعات تسلا هذا العام بفضل النسخة المحدّثة من Model Y، وهو الطراز الأكثر مبيعاً للشركة. إلا أنّ هذا التعافي لم يتحقق بعد. على الصعيد العالمي، باعت تسلا ٧٢٠,٨٠٣ سيارة في النصف الأول من ٢٠٢٥، بانخفاض قدره ١٣٪ على أساس سنوي. ⁽٣⁾
وانخفضت أسهم تسلا بنسبة ١٫٤٪ في ٢٨ أغسطس بعد صدور بيانات سلبية من أوروبا.
صعود BYD وهيمنة السيارات الكهربائية الصينية
باعت BYD سيارات في أوروبا أكثر من تسلا مرة أخرى في الشهر الماضي، ما يشير إلى أن صانع السيارات الكهربائية الذي يديره ماسك يواجه منافسة شرسة من غريمه الصيني الذي يوسع وجوده بقوة في القارة. ⁽٤⁾
ارتفعت تسجيلات السيارات الجديدة لطرازات BYD بمقدار ثلاثة أضعاف على أساس سنوي إلى ٩,٦٩٨ سيارة عبر منطقة اليورو في يوليو، وفقاً للجمعية الأوروبية لمصنّعي السيارات. وعند احتساب المملكة المتحدة وآيسلندا وليختنشتاين والنرويج وسويسرا، تجاوزت المبيعات ثلاثة أضعاف لتصل إلى ١٣,٥٠٣ سيارات. ⁽٥⁾
وقد وسّع صانعو السيارات الصينيون حضورهم في أوروبا بشكل ملحوظ، منتزعين حصة سوقية من المنافسين المحليين بفضل تشكيلاتهم المتنوعة وأسعارهم التنافسية. كما تفوقت شركة SAIC Motor المملوكة للدولة الصينية على تسلا في أوروبا خلال يوليو، بحسب بيانات ACEA. وكانت BYD قد تجاوزت تسلا للمرة الأولى في القارة في أبريل، وفقاً لبيانات JATO Dynamics، وهي مجموعة أبحاث للمستهلكين. ⁽٦⁾
وبعيداً عن المنافسة الخارجية، تواجه تسلا منذ أشهر تداعيات ارتباطات ماسك السابقة بإدارة ترامب. وقد أثار ذلك قلق المستثمرين بشأن مدى تفرغ ماسك لشركته خلال الفترة التي قضاها في واشنطن.
وتراجع صافي دخل تسلا بنسبة ١٦٪ في الربع الثاني. وقد بدأت الشركة بإعادة هيكلة تشكيلتها مؤخراً لجذب المزيد من المشترين. فمنذ مارس، حدّثت طراز Model Y، وأدخلت تعديلات على سياراتها الفاخرة Model S وModel X، وأطلقت نسخة مبسطة وأقل تكلفة من شاحنة Cybertruck. ⁽٧⁾