خفض بنك الاحتياطي الأسترالي سعر الفائدة بمقدار ٢٥ نقطة أساس إلى ٣٫٦٪ يوم الثلاثاء، مواصلًا دورة التخفيضات التي بدأها هذا العام. ويُعد هذا الخفض الثالث في عام ٢٠٢٥، لتصل الفائدة إلى أدنى مستوياتها منذ أبريل ٢٠٢٣. وأكد البنك أن قرارات الفائدة المستقبلية ستعتمد على البيانات الاقتصادية القادمة، مع تركيز كبير على التضخم وسوق العمل والتطورات العالمية.
تفاصيل الخفض والصورة الاقتصادية
قام بنك الاحتياطي الأسترالي بخفض الفائدة بمقدار ٢٥ نقطة أساس إلى ٣٫٦٪، ليصل إجمالي التخفيضات هذا العام إلى ٧٥ نقطة أساس. وجاء القرار نتيجة تراجع التضخم إلى ٢٫٧٪ على أساس الأسعار الأساسية و٢٫١٪ على أساس العنوان العام، مقتربًا من النطاق المستهدف للبنك بين ٢٪ و٣٪.
وأوضحت محافظ البنك، ميشيل بولوك، أن المزيد من التخفيضات لا يزال مطروحًا في ضوء التوقعات الاقتصادية، بهدف الحفاظ على تضخم منخفض ومستقر مع إدارة نمو سوق العمل والنمو الاقتصادي. ⁽١⁾
أظهر النمو الاقتصادي تحسنًا في الربع الثاني، مدعومًا بالاستهلاك الأسري والتجارة، إلا أن الإنتاجية ما زالت ضعيفة، وسوق العمل بدأ يتباطأ، حيث ارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوى في أربع سنوات مسجلًا ٤٫٣٪. كما خفّض البنك توقعاته للنمو الاقتصادي في تقريره الفصلي للسياسة النقدية، مشيرًا إلى تحديات مثل استمرار عدم اليقين التجاري وضعف الإنتاجية. ⁽٢⁾
حذر من البنك المركزي
اعتمد بنك الاحتياطي الأسترالي نهجًا حذرًا، حيث واصل تخفيض الفائدة تدريجيًا. وأكدت بولوك أن البنك سيقيّم معدلات الفائدة والبيانات في كل اجتماع على حدة، مع عدم وضوح المسار المستقبلي للفائدة. كما استبعدت تخفيضات أكبر، مضيفة أن تثبيت الفائدة قد يؤدي إلى الإخفاق في تحقيق أهداف البنك المتعلقة بخفض التضخم وإدارة التوظيف. ⁽٣⁾
ويواصل البنك مراقبة التطورات العالمية، خصوصًا سياسات الرسوم الجمركية الصارمة التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتباطؤ الطلب الصيني الذي يهم الاقتصاد الأسترالي كثيرًا. وتعد أستراليا شديدة التأثر بتغيرات التجارة العالمية، خاصة مع التغيرات التي تطرأ على أكبر شريك تجاري لها، الصين، حيث تواجه أستراليا رسومًا أساسية بنسبة ١٠٪ في إطار سياسة الرسوم المتبادلة التي يتبناها ترامب. ⁽٤⁾
ردود فعل السوق والتوقعات
تراجع الدولار الأسترالي بنسبة ٠٫٢٪ بعد الإعلان، فيما تسعّر الأسواق احتمال خفضين إضافيين للفائدة بحلول مارس ٢٠٢٦، لتهبط الفائدة إلى ٣٫١٪. وارتفع مؤشر ASX إلى مستوى قياسي جديد بلغ ٨٬٨٩٥ نقطة، بزيادة تقارب ٠٫٥٪، مدعومًا أيضًا بوقف تطبيق الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين لمدة ٩٠ يومًا.
وتشير توقعات البنك الاقتصادية إلى استمرار التيسير التدريجي لضبط التضخم مع دعم سوق العمل. وأكدت بولوك أن تقلبات الأسواق العالمية نتيجة تغير السياسات الأمريكية قد تؤثر على القرارات المستقبلية، خاصة إذا أجرى مجلس الاحتياطي الفيدرالي أي تغييرات في السياسة النقدية. ⁽٥⁾
المصادر: ⁽١⁾ ⁽٢⁾ بنك الاحتياطي الأسترالي، ⁽٣⁾ ⁽٤⁾ ⁽٥⁾ رويترز