أداء الأسهم الأوروبية في الربع الثاني من العام

شهدت الأسهم الأوروبية أداءً جيداً في الربع الثاني، حيث سجلت أسهم الاتحاد الأوروبي أرباحاً قوية للربع الخامس على التوالي، لكنها واصلت مواجهة التحديات بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية خلال الفترة.

ورغم تقلبات أسعار الصرف واستمرار حالة عدم اليقين في التجارة العالمية، فقد حققت قطاعات مثل الخدمات المالية والرعاية الصحية في أوروبا أداءً جيداً، في حين أظهرت أسهم قطاع المستهلك ضعفاً ملحوظاً. وقد وفر الاتفاق التجاري الأخير بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعض الارتياح، إلا أن المخاطر لا تزال قائمة مع استمرار تأثير الرسوم الجمركية على المصدرين وثقة المستثمرين.

نمو بطيء مع نظرة مستقبلية إيجابية 

تفوقت الأسهم الأوروبية على نظيرتها الأمريكية في الربع الأول، بعد سنوات من الأداء الأضعف، مع تحول الأسواق بعيداً عن الأسهم الأمريكية بسبب سياسات الرئيس ترامب التجارية غير المتوقعة.

لكن الأسهم الأوروبية جاءت دون التوقعات في الأرباح خلال الربع الثاني، حيث تخلف أداؤها عن الأسهم الأمريكية، في حين نما مؤشر S&P 500 بنسبة تقارب ٩٪ على أساس سنوي، مدعوماً بأداء قوي لقطاعي التكنولوجيا والبنوك. ⁽١⁾ 

ورغم ذلك، بقيت المعنويات إيجابية في السوق الأوروبية، إذ رفعت ٣٠٪ من الشركات الأوروبية توقعاتها المستقبلية، فيما كانت حالات خفض التوقعات محدودة، مما يعكس تفاؤلاً بالنمو المستقبلي. ⁽٢⁾ 

ارتفاع اليورو يخلق تحديات للمصدرين 

ارتفع اليورو بنسبة ١٥٪ مقابل الدولار الأمريكي بفعل الرسوم الجمركية، ما أثر سلباً على المصدرين الأوروبيين. ويتوقع محللو Barclays وCiti مزيداً من الارتفاع بنسبة ١٠٪، وهو ما قد يخلق مزيداً من التحديات لأسهم الاتحاد الأوروبي في قطاعات مثل المواد والطاقة. ⁽٣⁾ 

وأكدت العديد من الشركات الأوروبية أن تقلبات اليورو أثرت على أرباحها، بينما استفاد المصدرون الأمريكيون من ضعف الدولار، الذي يعزز الصادرات ويرفع الأرباح. وزاد ارتفاع اليورو الضغط على الشركات الأوروبية التي تكافح بالفعل للتأقلم مع الرسوم الجمركية. ⁽٤⁾ 

قوة قطاع الخدمات المالية 

قاد قطاع الخدمات المالية الأوروبي النمو، حيث تمكنت بنوك كبرى مثل BNP Paribas وUBS وDeutsche Bank من تجاوز توقعات المحللين، مدعومة بأداء تداول قوي وتوجيهات إيجابية، مما دفع القطاع المصرفي إلى أعلى مستوى له منذ عام ٢٠٠٨. وتتوقع الأسواق أن يواصل القطاع المصرفي قدرته على مواجهة مخاطر الرسوم الجمركية. ⁽٥⁾ 

قطاع الرعاية الصحية قوي لكنه يواجه مستقبلاً غير مؤكد 

حقق قطاع الرعاية الصحية نمواً بنسبة ١٥٪ في الأرباح خلال الربع الثاني، لكن الأسواق تبقى حذرة بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب بنسبة ٢٥٠٪ على واردات الأدوية. ولا تزال أسهم الرعاية الصحية تتداول بحذر في ظل تقييم القطاع لتأثير التسعير الأمريكي على الأدوية. ⁽٦⁾ 

قطاع المستهلك تحت الضغط 

تعرضت أسهم المستهلكين، مثل السلع الفاخرة والأساسية، لضغوط بفعل الرسوم الجمركية وتغير أنماط إنفاق المستهلكين. وأدى ضعف نتائج الأرباح والتوقعات إلى تراجع أداء القطاع. وانخفض سهم Adidas بنسبة ١٨٪ بعد تحذيرها من رفع الأسعار في السوق الأمريكية. كما تراجعت أسهم السلع الفاخرة بعد إعلان بعض الشركات عن خفض الأسعار في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن القطاع عرضة للتأثير بسياسات التجارة وتغير الطلب. ⁽٧⁾ 

تأثير الرسوم الجمركية والاتفاق التجاري 

لا تزال الرسوم الجمركية الأمريكية تسبب مشاكل في أوروبا، مع فرض رسوم بنسبة ٣٩٪ على سويسرا و١٥٪ على السلع الأوروبية اعتباراً من سبتمبر. وأصدرت شركات مثل Mercedes-Benz وVolkswagen تحذيرات بشأن تأثير الرسوم على توقعاتها، خصوصاً مع إعلان ترامب فرض رسوم بنسبة ٢٥٪ على السيارات غير المصنوعة في الولايات المتحدة. ⁽٨⁾ 

وينص الإطار العام للاتفاق التجاري مع الاتحاد الأوروبي على فرض رسوم استيراد بنسبة ١٥٪ على معظم السلع الأوروبية اعتباراً من الشهر المقبل، لكن الاتحاد لا يزال ينتظر أوامر تنفيذية قد تخفض الرسوم على بعض المنتجات. ⁽٩⁾ 

وقبل الاتفاق، شهدت سياسات ترامب الجمركية تغيرات متكررة منذ أبريل، وهو ما تزامن مع بداية الربع الثاني من العام المالي، حيث تم فرض بعض الرسوم وتأجيل أخرى بعد اقتراحها.

المصادر: ⁽١⁾ ⁽٢⁾ ⁽٨⁾ ⁽٩⁾ Financial Times، ⁽٣⁾ ⁽⁴⁾ ⁽⁵⁾ ⁽⁶⁾ ⁽⁷⁾ Reuters