سهم آبل يرتفع بعد التزام الشركة باستثمار ١٠٠ مليار دولار في التصنيع داخل الولايات المتحدة

بقلم

|

أعلنت شركة آبل مؤخرًا أنها ستستثمر مبلغ ١٠٠ مليار دولار في التصنيع داخل الولايات المتحدة، ليرتفع إجمالي استثماراتها إلى ٦٠٠ مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة. وجاء هذا القرار بهدف تجنّب الرسوم الجمركية بنسبة ٪١٠٠ التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على واردات أشباه الموصلات والرقائق، مما حسّن من معنويات المستثمرين ودفع سهم آبل إلى الارتفاع.

تفاصيل الاستثمار 

الاستثمار البالغ ١٠٠ مليار دولار يأتي كإضافة إلى التزام سابق بقيمة ٥٠٠ مليار دولار تم الإعلان عنه في فبراير الماضي، والذي شمل خططًا لافتتاح مصنع جديد في هيوستن لإنتاج خوادم متقدمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى توفير ٢٠,٠٠٠ وظيفة في مجالات البحث والتطوير. ⁽١ 

الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، تحدث في البيت الأبيض إلى جانب الرئيس ترامب، مؤكدًا أن الالتزام الجديد يتضمن اتفاقيات مع ١٠ شركات تكنولوجية أمريكية لتوسيع عمليات التصنيع داخل البلاد. ويصل بذلك إجمالي استثمارات آبل إلى ٦٠٠ مليار دولار خلال أربع سنوات. ⁽٢ 

من جانبه، شدّد الرئيس ترامب على أن هذا الاستثمار يمثل تقدمًا نحو تصنيع هواتف آيفون بالكامل داخل الولايات المتحدة. كما أعلن أن الرسوم الجمركية على واردات الرقائق ستُعفى في حال قيام الشركات المُصنّعة بنقل عملياتها إلى أمريكا، ما منح آبل حافزًا إضافيًا. ⁽٣ 

أهمية التصنيع المحلي 

جاء قرار آبل في ظل الضغوط المتزايدة لتقليل الاعتماد على التصنيع الخارجي، خاصة في الصين، نتيجة للتوترات الجيوسياسية مثل الرسوم التجارية الأمريكية.

تاريخيًا، فضّلت الشركات الكبرى مثل آبل التصنيع في دول ذات تكاليف عمالة منخفضة وبيئة تنظيمية أكثر مرونة مثل الصين والهند. وتأتي الرسوم الجمركية الجديدة بنسبة ٪١٠٠ كجزء من استراتيجية ترامب لإعادة سلاسل الإنتاج إلى الولايات المتحدة. ⁽٤ 

وتسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز موقعها في قطاع أشباه الموصلات من خلالقانون الرقائق والعلوم”، الذي يهدف إلى دعم الإنتاج المحلي. ومع تزايد الطلب على الرقائق، لا سيما في تقنيات الذكاء الاصطناعي، تسعى واشنطن إلى قيادة هذا القطاع العالمي الذي تهيمن عليه دول مثل كوريا الجنوبية وتايوان. ⁽٥ 

التحديات والمخاوف 

رغم التفاؤل، فإن نقل التصنيع إلى الولايات المتحدة قد يؤدي إلى ارتفاع التكاليف نتيجة ارتفاع الأجور وأسعار الموارد، مما سيزيد الضغوط على شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى التي تسعى لتجنب الرسوم على منتجاتها المستوردة. وقد تُحمّل هذه التكاليف الزائدة على المستهلك، حيث يُتوقع أن يبلغ سعر هاتف آيفون ١٦ حوالي ١,٠٠٠ دولار. ⁽٦ 

كما تساور المستثمرين مخاوف بشأن أداء آبل في الصين، حيث أغلقت الشركة أحد متاجرها الشهر الماضي بسبب ازدياد المنافسة والضغوط في السوق. كما أن آبل لم تتمكن بعد من تحقيق إنجازات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي مقارنة بمنافسيها، مما يزيد من الضغوط عليها في مجال الابتكار.

آبل تقود مكاسب السوق 

ارتفع سهم آبل بنسبة ٪٧ منذ إعلانها عن التزامها بالاستثمار في التصنيع داخل الولايات المتحدة يوم الأربعاء.

ويتوافق هذا الاستثمار مع سياسة “أمريكا أولًا” التي ينتهجها الرئيس ترامب، والهادفة إلى تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات الأجنبية.

التطلعات المستقبلية 

تواصل آبل ريادتها في سوق الهواتف الذكية، مع استمرار هيمنة آيفون على تفضيلات المستهلكين. ومع ذلك، فإن المنافسة المتزايدة في الصين والتأخر في الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي قد تشكلان تحديات أمام نمو الشركة في المستقبل. ويعكس استثمار ١٠٠ مليار دولار التزام آبل بدعم التغييرات في السياسات الأمريكية، بينما تتعامل مع التغيرات الاقتصادية وتوترات التجارة العالمية.

ويبقى السؤال ما إذا كان هذا سيقود بالفعل إلى إنتاج هواتف آيفون بالكامل داخل الولايات المتحدة، كما يتصور ترامب، ولكن المؤكد أنه يمثل خطوة جريئة نحو تعزيز الوجود المحلي لآبل.

المصادر:١⁾ ⁽٢⁾ ⁽٣Reuters، ⁽٤⁾ ⁽٥⁾ ⁽٦Investor’s Business Daily 

Related articles

مؤشر راسل ٢٠٠٠ يقفز إلى مستويات قياسية مع إشارات الفيدرالي نحو خفض الفائدة

ما الذي يجب مراقبته هذا الأسبوع ٢٢ – ٢٦ سبتمبر

ختام الأسبوع: البنوك المركزية، مفاجآت البيانات، وحركة الأسهم

هل ألهمك السوق؟

حوّل العناوين العالمية إلى فرص استثمارية مع ضمان ماركتس.

مشاركة

هذا ليس نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يُعد مؤشرًا على النتائج المستقبلية. رأس مالك في خطر، يُرجى التداول بمسؤولية.

المؤلف:

أنت حاليًا تزور الموقع الرسمي لشركة ضمان ماركتس، والتابع لشركة ضمان للأوراق المالية ذ.م.م (https://beta.damanmarkets.com).

 

نود أن نؤكد أن أي موقع إلكتروني أو نطاق آخر يستخدم اسمًا مشابهًا لا تربطه أي علاقة بشركة ضمان ماركتس بأي شكل من الأشكال.

لأجل سلامتك، يرجى ملاحظة أن ضمان ماركتس لن تطلب منك أبدًا تزويدها ببيانات شخصية مثل معلومات الاتصال، أرقام الحسابات البنكية، أو تفاصيل بطاقات الائتمان عبر البريد الإلكتروني، الرسائل النصية، واتساب، أو أي وسيلة إلكترونية أخرى.

ولا تتحمل ضمان ماركتس أي مسؤولية عن أي خسائر قد تنشأ أو تتكبد نتيجة التعامل مع مواقع مزيفة أو جهات غير مصرح لها. إذا كنت تعتقد أنك كنت هدفًا لمحاولة احتيال، نوصي بشدة بالإبلاغ عن الأمر للسلطات المحلية.