ارتفاع زوج اليورو/الجنيه الاسترليني بسبب ضعف الجنيه 

وصل زوج اليورو/الجنيه الاسترليني إلى أعلى مستوياته لعام 2025. أظهر الجنيه الاسترليني ضعفًا متزايدًا مع الضغوطات الاقتصادية الداخلية في المملكة المتحدة، مما أثر سلبًا على الاقتصاد. ساهمت هذه العوامل في الضغط الهبوطي على الجنيه الاسترليني، مما جعل اليورو أكثر جاذبية نسبيًا. 

التحديات الاقتصادية في المملكة المتحدة 

ترجع التحديات الاقتصادية التي تواجهها المملكة المتحدة إلى العجز الخارجي الكبير، مما يشير إلى أن البلاد تستورد أكثر بكثير مما تصدر. هذا الخلل وضع ضغطًا على الجنيه الاسترليني، خاصة مع الاعتماد الكبير على تدفقات رأس المال الأجنبي لتمويل العجز. كما أن ارتفاع تكاليف الاقتراض، نتيجة لرفع أسعار الفائدة لكبح التضخم، يزيد من تعقيد النظرة المالية للمملكة المتحدة. (المصدر: فايننشال تايمز) 

تواجه المملكة المتحدة تباطؤًا في النمو، وتضخمًا مستمرًا، وتدهورًا في سوق العمل، مما جعلها تتخلف عن الولايات المتحدة. 

بعد أن ارتفعت عائدات السندات الحكومية البريطانية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى لها منذ 2008، انخفض الجنيه الاسترليني بشكل حاد. كما ويعود سبب الانخفاض إلى تكاليف الدين البريطاني المرتفعة، مما أثار قلقًا كبيرًا بشأن الوضع المالي للبلاد. 

التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو 

من جهة أخرى، ساعد الاستقرار النسبي في منطقة اليورو والاعتماد الأقل على التمويل الخارجي في دعم اليورو. وعلى الرغم من أن المنطقة تواجه تحدياتها الخاصة، مثل النمو المعتدل ومخاوف التضخم، إلا أن الأسس الاقتصادية تبدو أفضل مقارنةً بالثغرات الحالية في الاقتصاد البريطاني. 

ومع ذلك، لا يزال اليورو يواجه حالة من عدم اليقين، حيث يواصل المتداولون التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة بشكل قوي من قبل البنك المركزي الأوروبي في عام 2025، رغم ارتفاع التضخم في منطقة اليورو والبيانات الاقتصادية المتباينة. ارتفع الإنتاج الصناعي في ألمانيا إلى 1.5% متجاوزًا التوقعات، كما أظهرت مبيعات التجزئة أيضًا إشارات إيجابية. ومع ذلك، انخفضت التفاؤلات الاقتصادية لمنطقة اليورو إلى أدنى مستوى لها في أكثر من عام في ديسمبر، حيث تم رفض التفاؤل في قطاع الخدمات بسبب انخفاض المعنويات في التصنيع والبناء وبين المستهلكين. (المصدر: سي إن بي سي) 

تحركات البنوك المركزية القادمة 

 يتقوم كل من بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي بتسهيل السياسات النقدية استجابة لتحسن الظروف الاقتصادية. وتؤيد نائبة محافظ بنك إنجلترا، سارة بريدين، تقليصًا تدريجيًا لأسعار الفائدة، مشيرة إلى تراجع الصدمات الاقتصادية. في المقابل، قام البنك المركزي الأوروبي بخفض سعر الفائدة الرئيسي من 4% إلى 3% ويخطط لمزيد من التخفيض حتى يونيو 2025. (المصدر: رويترز) 

التحليل الفني 

المصدر: ترايدينج فيو 

كسر زوج اليورو/الجنيه الاسترليني نطاقه عند 0.82950 وتجاوز مستويات فنية سابقة ليصل إلى 0.84134. لا يزال المتوسط المتحرك الأسي 200 فوق السعر، مما قد يضيف مزيدًا من الضغط الهبوطي. يظهر مؤشر القوة النسبية لمدة 14 يومًا تباينًا هبوطيًا، مما يشير إلى احتمال حدوث تصحيح بعد الارتفاع فوق المستويات السابقة. إذا استمر السعر في زخمه الصعودي، قد يراقب المتداولون مستوى 0.84400 كمستوى مقاومة جديدة. أما إذا فشل السعر في الحفاظ على مكاسبه، فقد يتم مراقبة مستوى 0.83100 كدعم.